سورة الشورى - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشورى)


        


قوله عز وجل: {يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذُّكُورَ} قال عبيدة: يهب لمن يشاء إناثاً لا ذكور فيهن، ويهب لمن يشاء ذكوراً لا إناث فيهم. وأدخل الألف على الذكور دون الإناث لأنهم أشرف فميزهم بسمة التعريف.
{أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً} فيه وجهان:
أحدهما: هو أن تلد غلاماً ثم تلد جارية ثم تلد غلاماً ثم تلد جارية، قاله مجاهد.
الثاني: هو أن تلد توأمين غلاماً وجارية، قاله محمد بن الحنفية، والتزويج هنا الجمع بين البنين والبنات. قال ابن قتيبة: تقول العرب زوجني إبلي إذا جمعت بين الصغار والكبار.
{وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً} أي لا يولد له. يقال عقم فرجه عن الولادة أي منع.
وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في الأنبياء خصوصاً وإن عم حكمها، فوهب للوط البنات ليس فيهن ذكر، ووهب لإبراهيم الذكور ليس معهم أنثى، ووهب لإسماعيل وإسحاق الذكور والإناث، وجعل عيسى ويحيى عقيمين.


قوله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً} الآية. سبب نزولها ما حكاه النقاش أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبياً صادقاً كما كلمه موسى ونظر إليه؟ فنزلت هذه الآية.
وفي قوله: {وَحْياً} وجهان:
أحدهما: أنه نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاماً، قاله مجاهد.
الثاني: رؤيا يراها في منامه، قاله زهير بن محمد.
{أَوْ مِن وَرَآءِي حِجَابٍ} قال زهير: كما كلم موسى.
{أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً} قال زهير: هو جبريل.
{فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ} وهذا الوحي من الرسل خطاب منهم للأنبياء يسمعونه نطقاً ويرونه عياناً. وهكذا كانت حال جبريل إذا نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عباس: نزل جبريل على كل نبي فلم يره منهم إلا محمد وعيسى وموسى وزكريا صلوات الله عليهم أجمعين، فأما غيرهم فكان وحياً إلهاماً في المنام.
قوله عز وجل: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا} فيه ثلاثة تأويلات:
أحدها: رحمة من عندنا، قاله قتادة.
الثاني: وحياً من أمرنا، قاله السدي.
الثالث: قرآناً من أمرنا، قاله الضحاك.
{مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ} فيه وجهان:
أحدهما: ما كنت تدري ما الكتاب لولا الرسالة، ولا الإيمان لولا البلوغ، قاله ابن عيسى.
الثاني: ما كنت تدري ما الكتاب لولا إنعامنا عليك، ولا الإيمان لولا هدايتنا لك وهو محتمل.
وفي هذا الإيمان وجهان:
أحدهما: أنه الإيمان بالله، وهذا يعرفه بعد بلوغه وقبل نبوته.
الثاني: أنه دين الإٍسلام، وهذا لا يعرفه إلا بعد النبوة.
{وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً} فيه قولان:
أحدهما: جعلنا القرآن نوراً، قاله السدي.
الثاني: جعلنا الإيمان نوراً. حكاه النقاش وقاله الضحاك.
{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} فيه قولان:
أحدهما: معناه: وإنك لتدعو إلى دين مستقيم، قاله قتادة.
الثاني: إلى كتاب مستقيم، قاله علي رضي الله عنه.
وقرأ عاصم الجحدري: وإنك لتُهدى، بضم التاء أي لتُدْعَى.
قوله عز وجل: {صِرَاطِ اللَّهِ} فيه وجهان:
أحدهما: أن صراط الله هو القرآن، قاله علي كرم الله وجهه.
الثاني: الإٍسلام، رواه النواس بن سمعان الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم.
{أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أنه وعيد بالبعث.
الثاني: أنه وعيد بالجزاء، والله أعلم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6